غير مصنف

الاحتجاجات الافتراضية: حكاية نيرة أشرف – بنت من البنات

يوم 20 يونيو الماضي، فوجئ الجميع بانتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق جريمة قتل بشعة. يظهر في الفيديو شاب يطعن فتاة عدة مرات. وعندما يحاول أحد المارة  إيقافه، يفلت منه ويعود إلى الفتاة ليستكمل جريمته ويذبحها. يحدث كل هذا فى وضح النهار، خارج أسوار جامعة المنصورة، وسط ذهول المارة لِما يحدث أمامهم، ومحاولة بعضهم السيطرة على القاتل وإنقاذ الفتاة.

بعد وقوع الجريمة بدقائق، انتشرت فيديوهات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع تصور لحظات وقوع الجريمة وتفاصيلها. وكانت المشاهد صادمة للجميع. فليس من المعتاد رؤية عملية ذبح في منتصف النهار وفي الطريق العام، علي مرأي من الجميع. وعلي الفور أصبح هاشتاج #طالبة_جامعة_المنصورة وهاشتاج #فتاة_المنصورة هو الهاشتاج رقم 1 في مصر والدول العربية. ولم تكن التفاصيل قد نشرت في المواقع الاخبارية بعد.

انكشفت تفاصيل كثيرة، تباعاً خلال ساعات بعد وقوع الجريمة، على المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الإجتماعي. حيث تبين أن اسم الضحية نيرة أشرف أحمد عبد القادر، طالبة بالفرقة الثالثة كلية الآداب، بقسم الاجتماع في جامعة المنصورة. أما القاتل، فزميلها بنفس الدفعة، أحبها وحاول مرارًا التقرب منها، وعبر لها عن مشاعره بكثير من الرسائل النصية، ولكنها قابلتها بالرفض. فتوعدها وترصد لها أثناء موعد الاختبارات الجامعية. ولاحقها خارج سور الجامعة ليقتلها بدم بارد، حيث وجه لها عدة طعنات نافذة في رقبتها، وطعن نفسه، قبل تمكن الأهالى من الإمساك به والتعدى عليه. ونقلت الضحية والقاتل إلى مستشفى الطوارىء، قبل أن تلفظ نيرة أنفاسها الأخيرة.

بدأ هاشتاج #حق_نيرة_اشرف، #نيرة_أشرف، #الاعدام_لقاتل_نيرة_أشرف في الانتشار علي تويتر والفيسبوك، حيث تدواله مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي مع فيديو مقتلها، وصور مقتطعة من الفيديوهات تظهرها مذبوحة وملقاة في الشارع علي مرأي من الجميع، وصور لها وهي مازالت تنبض بالحياة، حيث تحولت  القضية في هذه المرحلة إلى قضية رأي عام.

اختلفت كالعادة ردود الأفعال بين مطالبات بالقصاص السريع. ومنها ما وصل للمطالبة بإعدام القاتل وبث التنفيذ على الهواء، حيث يتصور أصحابها أن ذلك من شأنه ردع كل من يفكر في الإقدام على مثل هذه الجرائم. وأدانت أصوات أخرى القاتل، ولكن اختلفت مع عقوبة الإعدام من حيث المبدأ. وفى نفس الوقت، ومما يثير الدهشة، ظهر تيار يدافع عن القاتل محمد عادل، من خلال صفحات وهاشتاجات مثل #محمد_عادل_ضحية_مش_مجرم. وطالب أصحابها تخفيف العقوبة عليه. بل وخرجت حملات ممنهجة للإساءة الى شخصية الضحية، نيرة أشرف، واتهامها في أخلاقها وتشويه سمعتها. وادعت أن الضحية هي التي أغوت القاتل بعلاقة عاطفية ثم أنكرتها بعد ذلك. فتسببت لنفسها بهذا المصير. وحتى الآن وبعد صدور حكم الإعدام على القاتل، لم تتوقف تلك الصفحات عن الترويج بأن نيرة أشرف لم تكن الضحية، بل القاتل محمد عادل هو الضحية، وتطالب بتخفيف الحكم عليه إلى المؤبد.