التعليم

تقرير | العنف المدرسي والمعلمين

مقدمة

تعاني العملية التعليمية من انتشار العنف داخل المدارس، مما يؤثر على مسار تلك العملية. فالمدرسة مؤسسة تربوية وتعليمية في المقام الأول، وهي غير منفصلة عن البيئة الاجتماعية والثقافية المحيطة، بل أنها تمثيل مصغر لما يحدث في المجتمع. وبجانب الرسالة التعليمية، يقع على كاهل المدرسة دورًا مهمًا يجب أن تؤديه. إنه الدور التوعوي والتربوي. ولكي تؤدي دورها في المساعدة على تنمية ذوات الأفراد وقدراتهم، لابد أن تكون بيئتها آمنة لجميع الأطراف. وعليها أيضًا تعليم الأفراد المسؤولية  تجاه المجتمع، ومسؤولية المجتمع تجاه الفرد. وتعليمهم القيم والمبادئ الإنسانية؛ مثل التسامح والتفكير النقدي والمشاركة، وأخيرا نبذ صور العنف المختلفة ومحاصرتها،  واتخاذ طرق أخرى لحل الخلافات والمشاكل، بخلاف استخدام العنف. 

 وتتكون العملية التعليمية من أطراف رئيسية  منها المدرس/ة،  والطالب/ة، والهيكل الإداري، وأولياء الأمور. ويعتبر الطالب والمدرس العنصرين المركزيين في عملية التعلم. ولكن هناك عدة عوامل معرقلة لمجرى عملية التعلم؛ منها كثافة الفصل، وانخفاض مرتبات المعلمين، والتسرب، والعنف المدرسي. وعلاوة على ذلك، تمارس بعض السلوكيات في المدرسة مثل عقاب المعلم للطلاب، والمشاجرات بين الطلاب، أشكال التنمر المختلفة، والتعدي على المعلمين/ات. وينتج عن تلك الممارسات تصورًا لدى الأفراد بأن العنف هو الطريق الوحيد لحل المشكلات أو الأزمات.  وإلى جانب ذلك، تتسبب أيضًا في كراهية الأفراد للتعليم والتسرب من المدرسة، والتقليل من شأن المعلم/ة، وتعريض حياتهم للخطر، لتصبح بيئة المدرسة غير آمنة ومُجهدة. 

وتتداول الصحافة يوميًا رصدًا لحالات العنف داخل المدرسة بكافة أشكاله وأنواعه. ويقع  الضرر الأكبر على الطالب/ة، ويعتبر المعلم/ة الممارس الأكبر لهذا العنف. ولكن، لا يسلم/تسلم المعلم/ة من عنف مضاد. فتقع ممارسات ضد المعلم/ة، سواء كان ذلك من جانب الطالب/ة، أو من جانب أولياء الأمور، أو من باقي الأطراف في المدرسة. فيتراوح موقف المعلم/ة بين مُمارسة العنف من جانب، والوقوع ضحية له أحيانًا من جانب آخر. كما يتضح أيضًا أن الأفراد يكتسبون العنف من بعضهم بعضًا، وأنه ينتقل خلال البيئات الاجتماعية المختلفة، سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع، دون وجود تأهيل حقيقي للأفراد للتعامل معه، ستبقى الدائرة مغلقة ومحاصرة للجميع.

وهكذا، فمن خلال رصد وتحليل البيانات الواردة في الصحافة، ستركز هذه الورقة على العنف المدرسي الواقع على المدرس/ة، وصور العنف التي يتعرض لها المدرس بأشكاله البدنية والمعنوية. كما ستلقى الورقة الضوء على النظريات الاجتماعية المفسرة لسلوكيات الطلاب العنيفة، وعلى العنف الممارس ضد  المعلم/ة من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين أيضًا. وسنستكشف المناطق الجغرافية التي ينتشر فيها العنف أكثر من غيرها. كما ستراجع الورقة دور القوانين واللوائح في منع ممارسة العنف داخل المدارس، وتحلل ذلك في ضوء أسلوب تنظيم العلاقة بين أطراف عملية التعليم داخل المدرسة، وطرق المعالجة للحد من هذه الظاهرة.

لتحميل التقرير 

ولقراءة التقرير