أصوات من الميدان

المساحات الخضراء والحدائق العامة

يغفل كثيرون أهمية المساحات الخضراء. ويرى فيها بعض الناس بعدًا جماليًا زائدًا، مولين الأهمية الأكبر لاستغلال المساحات الفارغة في إقامة أبنية سكنية وخدمية أو طرق وكباري. وفي الحقيقة، هناك أهمية وظيفية وبيئية وصحية بجانب هذا البعد الجمالي والترفيهي، يتمثل في تعظيم الفوائد الصحية للمدن من خلال تحسين جودة الهواء المتنفس، وتحسين الظروف المناخية، وتقليل التلوث بأبعاده المختلفة، هوائيًا وسمعيًا وبصريًا. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعزز المساحات الخضراء النمو الجسدي والعقلي للأطفال والكبار. كما تعزز أيضًا التواصل الاجتماعي، حيث تستخدم هذه المساحات للعب وممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي

تمثل المساحات الخضراء عنصرًا رئيسيًا في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، حيث تنص الفقرة السابعة للهدف الحادي عشر المتعلق بجعل المدن والمستوطنات البشرية آمنة وشاملة ومرنة ومستدامة على:” إتاحة وصول الجميع إلى المساحات الخضراء العامة، ولا سيما الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة”. كما حثت استراتيجية الاتحاد الأوروبي، بشأن التكيف مع التغير المناخي، على أهمية البنية التحتية الخضراء، وتطوير المساحات الخضراء الحضرية، وإنشاء المزيد منها للحد من آثار موجات الحر.

ومما سبق، يتضح الارتباط الشديد بين التخطيط العمراني وإدارة العمران والبيئة بشكل عام، وما يتعلق بها من تغيرات مناخية، والتلوث بكل أنواعه، والقضايا الصحية والنفسية، وهو ما نطلق عليه “جودة الحياة الحضرية العامة”. 

يتفرع عن موضوع المساحات الخضراء عددًا من العناصر المهمة ابتداء من مدى توافرها، وكفاياتها، إلى وظيفتها، واستدامتها، وعدالة الوصول إليها.