أصوات من الميدان

تقرير ا شهر أكتوبر والقضايا الحضرية

في شهر أكتوبر من كل عام، تعمل كل من الحكومات الوطنية والمحلية، فضلًا عن الجامعات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات إجمالًا، على تشجيع كافة المهتمين بالتوسع الحضري المستدام على عقد الأنشطة والفعاليات والمناقشات والمشاركة فيها. ويتضمن ذلك محاولة لزيادة الوعي وتعزيز المشاركة وتوليد المعرفة، من خلال إشراك جميع أصحاب المصلحة لضمان تحضر أفضل. ويبدأ الشهر باليوم العالمي للموئل في يوم الأثنين الأول من الشهر، الذي ينتهي باليوم العالمي للمدن في 31 أكتوبر. كما يتضمن جائزة “سجل الشرف” Scroll of Honor لموئل الأمم المتحدة، وهي لوحة منقوشة باسم الفائز، تقدم للفائزين وفقًا لمساهمتهم ومجهوداتهم المتعلقة بالقضايا الحضرية.

بدأ اليوم العالمي للموئل لأول مرة عام 1986 في نيروبي تحت شعار “المأوى حقي”. واستمر حتى يومنا هذا متخذًا شعارات حول حق الحصول على المأوى، وعدالة الحصول عليه، والأبعاد المختلفة المتعلقة بالمأوى الجيد. احتفل في هذا العام باليوم العالمي للموئل في 3 أكتوبر 2022 في مدينة “باليكسير” بتركيا تحت شعار “احذروا الفجوة.. لاتتركوا أحدًا خلف الركب.” ويشير هذا الشعار إلى العدالة بالنسبة للمدن والمستوطنات البشرية. تضمنت فعاليات ذلك اليوم أربع جلسات في شكل موائد مستديرة. ودار النقاش فيها حول التفاوت المتزايد سواء بين الحضر والمناطق الريفية، أو بين أحياء الحضر. وأُتيحت جلسات استماع إلى المتضررين والمهمشين. وعرضت إيجابيات السياسات التضمينية والتمدن الشامل على المجتمع ككل.

أكد الحدث على ضرورة إنشاء الحكومات قنوات رسمية للحوار والنقاش لتعزيز نهج “من أسفل إلى أعلى.” ويمكن التوصل لذلك سواء من خلال عدة أدوات منها؛ الميزانية التشاركية، وتوفير سندات ملكية الأراضي عبر شبكة أدوات الأراضي العالمية، وبرنامج التحول التشاركي للأحياء الفقيرة وغير المخططة، والتأكيد على أهمية تعزيز مبادئ الحوكمة الأفقية على مستوى الحكومة والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية. هذا إلى جانب تطوير سياسات حضرية شاملة يقودها التخطيط، تعتمد نهجًا متعدد الأبعاد لمعالجة الفقر وعدم المساواة المكانية والاجتماعية والاقتصادية، وتعزز نهج حقوق الإنسان من خلال الاستثمار في البنية التحتية والخدمات الأساسية.

وفيما يخص جائزة “سجل الشرف”، فقد قُدمت لأول مرة عام 1989 تقديرًا للمجهودات والمساهمات البارزة في في مجال المستوطنات البشرية، وتوفير السكن، وتخفيف معاناة النازحين والفقراء حول العالم، وتطوير وتحسين المستوطنات البشرية ونوعية الحياة الحضرية. وفي هذا العام، 2022 كان هناك أكثر من 244 ترشيحًا للجائزة التي تمنح للأفراد والمنظمات والمشاريع في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية. واختيرت قائمة من 69 طلب للترشيح.

وحُكّمت الترشيحات بناءً على مساهمتها في متابعة أهداف موئل الأمم المتحدة، التي تركز على تعزيز المدن والمستوطنات البشرية المستدامة اجتماعياً وبيئياً، والمساهمة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما أهداف التنمية المستدامة رقم 11، المتضمنة جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة وقابلة للتوسع. بالإضافة إلى ذلك، بحثت لجنة الاختيار عن الاستجابات والحلول المبتكرة حول موضوع اليوم العالمي للموئل عام 2022 “انتبهوا للفجوة. لا تتركوا أي شخص ولا مكان خلف الركب.” ويركز على التفاوتات المتزايدة التي تفاقمت بسبب الأزمة الثلاثية المركبة من انتشار كوفد 19، والمناخ والصراع. إذ بلغ في عام 2021 عدد الفقراء الجدد حوالي 163 مليون شخص في المناطق الحضرية، وفقًا لتقرير موئل الأمم المتحدة عن مدن العالم لعام 2022.