حقوق العمال

صمود عمال الشركة الوطنية للزيوت النباتية أمام العملاق الدولى” كارجيل”

الشركة الوطنية للزيوت النباتية ” كارجيل” (NVOC “Cargill) شركة مساهمة مصرية تابعة لقانون الاستثمار رقم 159 لسنة 1981. تعمل فى مجال تصنيع وتعبئة الزيوت النباتية فى المنطقة الصناعية ببرج العرب بالإسكندرية. وكانت الشركة مملوكة فى الأساس لرجل الأعمال ضياء القبانى، الذى توفى فى حادث طائرة. فتوقفت الشركة عن الإنتاج من 1999 حتى 2004. ثم تولت شركة كارجيل الأمريكية إدارة الشركة بعد شراء 51% من أسهمها. وسددت حق البنوك والورثة. وفى شهر 2011/12، قامت شركة Cargill بزيادة حصتها في الشركة الوطنية للزيوت النباتية (NVOC) إلى 98٪. وحصلت بمقتضى القانون 159 على إعفاءات ضريبية، ودعم على استخداماتها من الغاز والكهرباء، فضلًا عن دعم بالنسبة للصادرات والواردات.

وتتمثل مجالات عمل شركة كارجيل في تجارة الحبوب والأعلاف والأغذية، وتشمل تجهيز فول الصويا وتجارة وتوزيع السكر، وتفريغ الحبوب، وتصنيع مكونات الطعام، وتصنيع مكونات العلف الحيواني. وبالتالي، يعد اعتصام العمال مهمًا، كما تتميز بخصوصية في ذاكرة الحركة العمالية لكونه استمر لمدة 4.5 شهرً، بداية من منتصف ديسمبر 2013 وحتى نهاية أبريل 2014. ويعتبر هذا وقتًا طويلًا، خاصة بالنسبة للشركات التى مازالت تعمل. وحاولت إدارة الشركة استخدام البلطجة مع العمال لفض الاعتصام بالقوة، مستخدمة شركات أمن جاءت بكلاب شرسة، وأسلحة بيضاء. كما حاصرت العمال وجوعتهم، حيث منعت عنهم الطعام والشراب والدواء، ومنعتهم من الخروج، ومنعت من بالخارج منهم من الدخول. كما منعت عن العمال أجورهم طوال تلك الفترة، مما تسبب في أزمات كبيرة لهم ولعائلاتهم، مما أسفر عن محاولات انتحار عدد من العمال، فضلًا عن زوجة أحد العمال كذلك. وحصل الاعتصام على تضامن كثيف داخل مصر وخارجها. ولكنه  لم ينجح رغم ذلك في إيقاف فصل العمال (كل العمالة الفنية بالشركة)، وإن نجح في حصول العمال على مكافأة نهاية خدمة جيدة.

وحين أقدمت الإدارة على فصل جميع العاملين المشاركين فى الاعتصام، وعددهم 76 عاملًا وفنيًا، ويمثلون كل عمال الإنتاج بالمصنع، تحت غطاء إستقالة جبرية، استطاع  العاملون، خلال مفاوضات حل الأزمة وإنهائها بالاستقالة، التوصل إلى تعويضات تصل لأربعة أشهر محسوبة على الأجر الشامل عن كل سنة خدمة. وذلك بحد أدنى 70 ألف جنيه للعاملين حديثي التعيين ” أقل من 3 سنوات “، أو بعض المعاقين الذين كانت تعويضاتهم سوف تقل عن هذا كثيرا . 

هناك وجه مضئ للتجربة مع ذلك، إذ تعاون عدد من العاملين و أسسوا بتعويضاتهم عددًا من الشركات الصغيرة، إحداها شركة للأعمال المدنية من أربعة مساهمين فى شكل شركة مقاولات. وكانت الثانية شركة تركيبات وصيانة ميكانيكية و كهربائية  من 7 مساهمين، إلا أنهم لم يستعينون بزملائهم للقيام بنفس المهن التي كانوا يعملونها في كارجل، وعددهم حوالي 12 “. وأخذت الثالثة شكل سوبر ماركت من  مساهمين إثنين . وكان أعضاء النقابة المستقلة مصدر المعلومات حول قصص فشل أو نجاح العاملين بعد الاستقالة “ .