نعم هم المعذبون في الارض ، حياتهم يملؤها البؤس والتعاسة ، من قدر بدل منذ ما يزيد عن عامين حياتهم البسيطة ، إلى جحيم ، بعدما انفتحت بقدرة قادر صنابير المياه الجوفية بقرية إبوان ، إحدى القري الغربية بمركز مطاي ، شمال محافظة المنيا ، حتي حولت مايزيد عن 41 ألف نسمة إلي جحيم لايطاق ، صرخات الأهالي اصبحت مكتومة لايسمعها مسؤولي المنيا ، وكأنهم خلقوا ( ودن من طين واخري من عجين ) صماء .
الاهالي يوميا منذ الصباح الباكر ، وحتي موعد النوم علي موعد مع الشقاء والعناء والانهاك ، شباب وفتيات ، نساءء ورجال وأطفال ، في نزح وسحب المياه الجوفية ، من الغرف وجدران المنازل ، وسيارات الكسح للاهالي ، تسحب المياه الجوفية، بواقع 70 جنيها للسيارة الواحدة أي بواقع مايزيد عن 2000 جنيها شهريا ، لسحب المياه الجوفية والتي تطارد 41 ألف نسمة ، وتهدد بإنهيار 8 ألاف منزل وتحولها لكومة تراب علي رؤوس قاطنيها .
ولن ينسي التاريخ العسكرى المصرى ، أن الفريق محمد حيدر باشا ، ابن قرية إبوان بمركز مطاي، كان وزيرا للحربية عام 1947 ، وان حيدر باشا كان أول من شغل منصب” القائد العام للقوات المسلحة المصرية” بمرسوم ملكى، اصدره الملك فاروق خصيصا له ، ليستحدث هذا المنصب لأول مرة في تاريخ مصر.
عدسات الوفد ، تجولت في شوارع قرية ابوان المنكوبة ، والتي اصبحت تسبح علي بركة من الفيروسات والأمراض الفتاكة المصاحبة للمياه الجوفية ، والتي تطارد اهالي القرية كالأفاعي من منازلهم ، دون ان يحرك ذلك ساكنا للمسؤولين، فمخلفات الصرف الصحي اختلطت مع المياه الجوفية برائحتها الكريهة ، مصاحبة للاهالي في الذهاب والإياب بشوارع القرية .
وقال وليد خلف ، مدرس ، ومن ابناء قرية إبوان ، إن المياه الجوفية حولت حياتنا إلي جحيم فعلي لايطاق ، فمنذ الصباح الباكر ، ينصرف الجميع ، شباب وفتيات ، نساء ورجال ، واطفال ، كل فرد يمسك ب(جردل ) لسحب ونزح المياه الجوفية ، من حول جدران الغرف ، والتي تتهالك يوما بعد الاخر ، حتي الحمامات ، يرتفع بها منسوب المياه الجوفية ، والصرف الصحي ، ونضطر لسحبها يوميا من خلال سيارة كسح اهالي بمبلغ 70 جنيها للسيارة
الواحدة .
وأضاف عصام يونس ، موظف، “برغم شكوانا المستمرة ، من حجم الأمراض والفيروسات ، والتي تنتشر مصاحبة للمياه الجوفية ، وحالة الشتات التي يعيشها اهالي قرية إبوان ، ووعدنا المسؤولين ، بتوصيل الصرف الصحي كحل للمشكلة ، ومنذ عام بدأت اعمال الصرف الصحي في الشوارع ، ولكن للان ، لم تقام محطات رفع الصرف الصحي للقرية ، برغم تحديد اماكن محطات الصرف الصحي ، الامر الذي يضعنا جميعا علي قوائم انتظار الموت البطيىء .
رمضان حسن جابر ، موظف ، من ابناء القرية المنكوبة ، تحدث للوفد قائلا ، اننا نعيش حياة مريرة ، لايتحملها أي انسان لديه كرامة وعزة نفس علي وجه البسيطة ، المنازل مهددة بالإنهيار ، واهالي القرية اصيب اغلبهم بالأمراض المستوطنة ، والفيروسات تنهش في اجساد اهالي القرية البسطاء ، من جراء الطفح المستمر للمياه الجوفية ، ومخلفات الصرف الصحي بالمنازل والشوارع ، حياة لاتطاق .
وناشد رضا محمد أحمد ، أحد ابناء قرية إبوان ، مسؤولي المنيا ، قائلاً يا ريت يرحمونا من العذاب اللي بنعيشة كله لحظة ، ومنذ عامين ، ارحمونا يرحمكم الله ، من ازمة تدفق المياه الجوفية داخل منازلنا ، واصبحت تطاردنا ليل نهار مثل الافاعي .
واختتم الأهالي مطالبهم ، لمحافظ المنيا ، اللواء أسامه القاضي ، بالتحرك السريع وزيارة القرية ، للوقوف علي حجم المعاناة بنفسه ، بعيدا عن التقارير الوردية المغلوطة ،والتي لاتبين حجم المعاناة لما يزيد عن 41 ألف نسمة تستغيث بعدالتكم .a