مشاكل الصرف الصحي في عدد من قري مصر

يعاني ملايين المواطنين القاطنين، فى بعض المدن والقري المصرية، من مشكلة عدم وصول خدمات الصرف الصحي إليهم، الأمر الذي يدفعهم إلى تصريف هذه المياه من خلال بيارات أرضية، أو التخلص منها بالترع والمصارف التى تستخدم في رى المحاصيل الزراعية، ما يتسبب فى اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب، بالتالي اصابة المواطنين بالأوبئة والفيروسيات كالتليف الكبدى على سبيل المثال.

ففى محافظة المنوفية، يوجد 103 قرى رئيسية وفرعية محرومة من شبكات الصرف الصحي، منها 9 قرى رئيسية، و94 قرية فرعية، بإجمالي عدد سكان 713039 نسمة، نصيب مركز شبين الكوم منها حوالي 19 قرية تقريبًا تعاني منذ 12 سنة بسبب الصرف الصحي.

وفى الفيوم، يعانى أهالى قرية عبدالعظيم بمركز سنورس، من مصرف “أبوهراوة” الذى يمر من وسط القرية نظرا لخطورته على المواطنين الذين توجد منازلهم عليه بسبب انتشار الثعابين والحشرات به التى تؤدى إلى انتشار الأمراض الجلدية بين أطفال القرية، وكذلك الرائحة الكريهة نظرا للمياه الراكدة فيه والمليئة بالحيوانات النافقة والقمامة ومياه الصرف الصحى والزراعى.

المشكلة ذاتها تعاني منها أهالى قرية الوساطة التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، حيث تهدد مياه الصرف بيوت القرية بالانهيار، مما اضطرهم لعمل ما يعرف بالطرنشات لتصريف مياه الصرف بها.

وتغرق شوارع قرية طلا، التابعة لمركز ومدينة الفشن، محافظة بنى سويف، التى يقطنها البالغ عدد سكانها نحو ١٢ ألف نسمة، فى مياه الصرف المغطى، وطالب الأهالي بغلق مواسير الصرف المغطى التى تصب في المصرف، حتى لا تخرج المياه من المصرف إلى المنازل في حالة زيادة منسوب المياه، وحتى لا تغرق الشوارع والمدارس مع قدوم فصل الشتاء.

ووفق تصريح اللواء محمد سعيد الدويك، عضو مجلس النواب عن محافظة قنا، يوجد فى قنا عشرات القرى المحرومة من خدمات الصرف الصحي منذ عشرات السنوات، لافتا إلى أنه تقدم بأكثر من 5 طلبات إحاطة بخصوص ملف الصرف الصحي بالمحافظة، بينهم طلب خاص بمحطة الصرف الصحي بقرية المحروسة، لكن ظلت الاعتمادات المالية والإجراءات الروتينية تعوق عملية التنفيذ.

وتستهدف الحكومة المصرية، الوصول بتغطية الصرف الصحي، إلى 42.5% في يونيو 2020، وفق تصريح الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان الذى أشار فى تصريح له، أن مشكلة الصرف متراكمة ولن تحل بين يوم وليلة، موضحا أنه يحتاج إلى 300 مليار جنيه، للانتهاء من مشكلات الصرف الصحي في مصر.

الوزير أشار أيضا، إلى أن الوزراء السابقين فى العقود السابقة كانوا يتعاملون بمبدأ المسكنات، بحيث يعطى الوزير، النائب البرلماني 3 أو 5 ملايين جنيه لحل مشكلة الصرف الصحي لديه، مع العلم أن المحطة الواحدة تتكلف أكثر من ذلك بكثير، لذا كانت تبدأ المشروعات، ولا تنتهي.

ويبلغ إجمالى عدد القرى بجمهورية مصر العربية 4740 قرية، يسكنها50.66 مليون نسمة، وعدد القرى المخدومة 1047 قرية و150 تابعا، يسكنها 17.059 مليون نسمة، بما نسبته نحو 34 % من السكان بالريف، وإجمالى القرى المخطط خدمتها بالصرف الصحى حتى يونيو 2022 ضمن برنامج البرلمان القومي لصرف القرى والمناطق الريفية بالمشاركة الشعبية، 1152 قرية، لتصل نسبة التغطية إلى حوالى 60 %.

من جانبها أشارت المهندسة راندة المنشاوي، نائب وزير الإسكان للمتابعة والمرافق، إلى أن دور المشاركة الشعبية فى البرنامج القومي لصرف القرى، يتمثل في تنفيذ (الوصلات المنزلية – شبكة الانحدار الفرعية – خط الانحدار الرئيسي – توفير أراضٍ لمحطات الرفع والمعالجة)، بينما يتمثل دور جهات الدولة في تنفيذ (محطات الرفع – خطوط الطرد – محطات المعالجة – خطوط السيب النهائي).

وقالت المنشاوي، فى بيان سابق لها، إنه جارٍ إعداد قوائم بالمناطق الريفية المستهدفة (قرى – عزب – نجوع –كفور) ذات الجاهزية بالمشاركة الشعبية، وكمرحلة أولى تم حصر 347 قرية بـ17 محافظة، لربطها على محطات معالجة قائمة أو جارٍ تنفيذها، وسيتم البدء بـ13 قرية (يوجد لها محطات معالجة قائمة) بمحافظة بنى سويف، وتم الاتفاق على البدء فى خدمة المناطق الريفية المُقترحة من الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى كمرحلة أولى.

وحول آليات تنفيذ برنامج المشاركة الشعبية، أضاف الدكتور سيد إسماعيل، مستشار وزير الإسكان للمرافق: يستهدف برنامج صرف صحى المناطق الريفية بالمشاركة الشعبية جميع المناطق الريفية (القرى – العزب – النجوع –الكفور) غير المدرجة ضمن مخطط الجهات التابعة لوزارة الإسكان (الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي – الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي – الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي – شركات مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظات).

وتقوم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، وشركاتها التابعة بالمحافظات، بتجميع بيانات المناطق الريفية المحرومة، وحصر المناطق الريفية المقترحة للمشاركة الشعبية، ودراسة الوضع الفني للمناطق الريفية المقترحة، وتحديث وتعديل مخططات الصرف، بما يسمح بإنشاء محطات معالجة منفصلة للمناطق الريفية المستهدفة.

وأوضح أن معايير أولوية البرنامج، تشمل (المناطق الريفية التي يمكن خدمتها من خلال محطات معالجة قائمة تستوعب تصرفاتها دون الحاجة لعمل توسعات – المناطق الريفية التي لا يوجد بها شبكات أو محطات معالجة ويمكن أن تساهم بنسبة مشاركة 100% لتنفيذ جميع مكونات المشروع – المناطق الريفية ذات الجاهزية للمشاركة الشعبية بنسبة المكون الشعبي (40 –50%) من إجمالي التمويل المطلوب لتنفيذ جميع مكونات المشروع).

وأشار مستشار وزير الإسكان للمرافق، إلى أنه تم تشكيل لجنة لتسيير البرنامج برئاسة نائب وزير الإسكان، وعضوية مسئولى الوزارات المعنية، وتتولى وزارة التنمية المحلية دراسة قائمة القرى المحرومة المقترحة والمُعدة بمعرفة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، وحصر القرى ذات الجاهزية للمشاركة الشعبية.

بينما تقوم وزارة التضامن الاجتماعى بحصر مؤسسات المجتمع المدنى النشطة والجمعيات الأهلية الموجودة فى المحافظات المستهدفة، وستقوم كل محافظة بتأسيس وحدة تنسيقية للبرنامج فى المحافظة برئاسة سكرتير عام المحافظة وممثلين عن الجهات المعنية (رؤساء المجالس المحلية –رؤساء الوحدات المحلية – البيئة –الصحة – الرى – الكهرباء –غيرها).

وحول الجهات المشاركة بالبرنامج وأدوارها المحددة، قال الدكتور سيد إسماعيل،: تتولى وزارة الإسكان (متابعة تنفيذ البرنامج -تحديد التمويل اللازم لتنفيذ المكون الحكومى)، وتتولى الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى وشركاتها التابعة بالمحافظات(إدارة البرنامج من خلال إدارة التخطيط والمتابعة – تحديد قائمة القرى المشاركة بالتنسيق مع المحافظة – دراسة الوضع الفنى وتحديث مخططات الصرف -الدعم الفنى والتشغيل والصيانة والتحصيل).

 وتتولى الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى والجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى (تنفيذ المكون الحكومى فى المشاركة الشعبية “إن وجد”)، بينما تتولى وزارتا التخطيط والمالية (توفير التمويل المطلوب للمكون الحكومى)، وتتولى وزارة التنمية المحلية(التنسيق مع المحافظات والمجالس المحلية والوحدات لتحديد القرى ذات الجاهزية للمشاركة الشعبية).

وأضاف: “تتولى المحافظات (توفير منسق المشروع بالمشاركة الشعبية – تأسيس وحدة تنسيقية للبرنامج برئاسة سكرتير عام المحافظة وباقى الجهات المعنية “التضامن الاجتماعي – البيئة – الصحة –الري – الكهرباء – غيرها” – التنسيق بين الإدارات المعنية وجمعيات تنمية المجتمع – التنسيق مع المحافظة والمواطنين المستفيدين فيما يخص توفير أراضى محطات الرفع والمعالجة وإصدار قرارات التخصيص – توفير البيانات والمعلومات عن المناطق الريفية شاملة التعدادات السكانية والخرائط وخلافه من خلال المجالس المحلية والوحدات المحلية).

وتتولى وزارة التضامن الاجتماعى (إدارة منظومة المساهمات والتبرعات للمكون الشعبى – حصر مؤسسات المجتمع المدنى المؤهلة النشطة)، وتتولى مؤسسات المجتمع المدنى(المساهمة فى توفير التمويل المطلوب للمشاركة الشعبية – نشر التوعية بأهمية المشاركة الشعبية -الاستفادة من الخبرات فى إدارة مثل هذه المشروعات).

بينما يقوم رجال الأعمال وكبار المستثمرين بالمساهمة فى توفير التمويل المطلوب لتنفيذ المشروعات، ويقوم المواطنون المستفيدون من البرنامج بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى، وجمعيات تنمية المجتمع، من خلال القيادات الطبيعية، والشخصيات المؤثرة فى نشر التوعية بأهمية المشاركة الشعبية.

تفاصيل الحالة

العام 2020
نوع الحدث/الأزمة تلوث المياه
المصدر مصر العربية
وقت الحدث 06/01/2020



Latest Cases

قرية كفر أيوب، مدينة بلبيس بالشرقية

إخلاء منزلين بالشرقية لتعرضهما لانهيار جزئى نتيجة مياه الأمطار،ويرتفع عدد المنازل المنهارة بالمحافظة إلى 42 منزلا نتيجة السيول والأمطار .

السيول تعزل مدينتى أبو رديس وأبو زنيمة بجنوب سيناء

عزل مدينتى “أبو رديس” و”أبو زنيمة” بسبب حالة من الطقس السيىء أدت إلى حدوث سيول شديدة بمعظم المدن

قيادات المنوفية تتحرك لإنقاذ قرية أبو نشابة بعد ارتفاع منسوب ...

محاولات إنقاذ جزيرة أبو نشابة بعد انفصالها عن القرية بسبب ارتفاع منسوب مياه فرع رشيد، ما أدى إلى فصل الجزيرة عن القرية وارتفاع منسوب المياه على الطريق الوحيد الواصل بين الجزيرة والقرية. واستخدم الأهالى المراكب للتنقل والخروج من الجزيرة والتعايش لحين انتهاء الأجهزة التنفيذية من عمليات إنشاء الطريق الواصل بين القرية وةالجزيرة.