عوّض سكان قرية القارة في الصعيد (جنوب مصر) الوقود الذي بات باهظا بالطاقة الشمسية، لضخ مياه الآبار التي ستروي مزارعهم. لكن الحكومة لا تأبه بهذه المبادرة ولا تنوي الاستثمار في ألواح شمسية للزراعة
وسط وجوه صبغتها شمس الصعيد الحارقة، وملامح ترك عليها الفقر بصمته، بين حقول اكتسى بعضها بالأخضر والبعض الآخر بالبَوار، وبداخل بيت بسيط، يعيش محمد خيري في واحدة من قرى جنوب مصر، يعود تاريخها للعصر الفرعوني، بقرية “القارة” أو كما يسميها أهلها “الجارة” (أي بنطق القاف كما ينطق أهل الشمال الجيم). والتي تتبع مركز أبو تشت والواقعة شمالي محافظة قنا، غرب نهر النيل.
خيري، 29 سنة، والحاصل على دبلوم فني صناعي، يمتهن الزراعة منذ نعومة أظافره، ولكنه لا يستطيع أن يمارسها حاليًا، لذا يقتات وأسرته من السواقة. تحول خيري من الزراعة “للسواقة” مجبرًا بعدما عجز عن زراعة السبعة أفدنة (أي ما يقارب ثلاث هكتارات1 التي يمتلكها في غرب قريته، بسبب نقص المياه
خيري وقريته نموذج لقرى عديدة، في صعيد مصر، يسميها أهلها قرى “خط الجبل”، تعاني فقرًا مائيًا بمفهومه الدقيق: “صعوبة الوصول للمياه”.