التعليم

تقرير | الصحة النفسية للطلاب

مقدمة

بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2020/2021، أقدم تسع طلاب وطالبات على الانتحار، إما بسبب رسوبهم في بعض المواد، أو عدم رضاهم عن نتيجتهم، التي قد لا تمكنهم من الالتحاق بالكليات التي يتمنونها. ولم تكن هذه السنة الأولى التي تشهد إنهاء الطلاب لحياتهم بسبب الرسوب أو عدم الحصول على نتيجة مرضية لهم. إذ تتكرر هذه الأحداث كل عام بعد ظهور النتيجة مباشرةً، أو أثناء الامتحانات في بعض الحالات. وتتعدد الأسباب بين المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وأهمها الضغط المجتمعي والأسري الذي يُمارس على الطالب، من أجل حصوله على درجات مرتفعة في شهادة الثانوية العامة ودخوله إحدى الكليات، وخاصةً ما يعرف بكليات القمة. وكما هو معروف، تعتبر الثانوية العامة فاصلًا مهمًا في حياة الطالب والأسرة المصرية. حيث تعتبر الأسرة أن هذه المرحلة فرصة للترقي الاجتماعي واكتساب أبنائها امتيازات اجتماعية. ويضاف إلى ذلك شعور الطلاب بثقل تحمل أسرهم أعباء اقتصادية أثناء الدراسة، مثل توفير تكلفة الدروس الخصوصية. 

هذه بعض المشاكل التي تثقل الطالب بأعباء نفسية، وتنتهي بجره إلى هاوية القلق والتوتر والهروب عن طريق المخدرات أو الانتحار في بعض الحالات. وتقع أغلب الحوادث في فترة الامتحانات، وتتعدد الأسباب المباشرة؛ مثل عدم التفوق الدراسي، والتوتر والضغوط أثناء الامتحان، والسقوط المتكرر، والضغط النفسي من أولياء الأمور على أبنائهم، والإحساس بنظرات الفشل الموجهة من العائلة ومحيط الطلاب، “خاصةً في المرحلة الثانوية”. ومن هنا تتطرق الورقة إلى ماهية الصحة النفسية للطلاب، وأهمية الصحة النفسية، وعلاقة التعليم بالصحة النفسية. ونعتمد في ذلك على ورقة الأمانة العامة للصحة النفسية، التابعة لوزارة الصحة والسكان، وحصر عدد حالات الانتحار، بعد رصدها من الأخبار المتعلقة بالضغوط الدراسية. 

بماذا نعرف الصحة النفسية؟

تعرفها أستاذة علم النفس سمية أحمد في بحثها عن الصحة النفسية في المدرسة بأنها “فرع من فروع علم النفس التطبيقي. فبينما يدرس علم النفس سلوك الكائنات الحية في تفاعلها مع البيئة، ومصادر هذا السلوك وعواقبه، تهتم الصحة النفسية بتقسيم عواقب السلوك من حيث كونها مرضية أو غير مرضية للشخص. وتكون عواقب السلوك مرضية أو غير مرضية للشخص وفقًا لنوع الأهداف التي يحققها أو يقصر عن تحقيقها”. 

وتعد المدرسة بيئة ضاغطة على الطلاب. فالعام الدراسي قصير نسبيًا، بينما المناهج التعليمية كبيرة، وليست هناك أوقات مخصصة لتفريغ طاقات الطلاب في أنشطة رياضية وفنية. هذا إلى جانب انتشار العنف في المدارس. وتؤثر كل تلك العوامل الكثيرة على صحة الطلاب النفسية، ويتولد عنها ضغطًا نفسيًا عليهم، قد يجرهم لممارسة العنف أو إيذاء أنفسهم. كما يؤثر الضغط النفسي على حياة الطلاب التعليمية، من خلال التنافس في الحصول على الدرجات العالية، ويظهر هذا في الثانوية العامة بصفة خاصةً. ويمكن إضافة، أن الطلاب في هذه الفترة يمرون بمرحلة المراهقة، التي يعانون فيها من كثرة الحركة، ومحاولة التمرد، والمقارنة مع الآخرين.

 

لتحميل التقرير 

ولقراءة التقرير